
بقلم العليش الطريفي محمد
ان المباحثات التى تجرى فى واشنطن بين الجيش السودانى والادارة الاميريكية كما جاء فى وسائل الإعلام الرسمية ، والتى رشحت بعض الوسائط الاعلامية بانها مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة السودانية والقوات المتمردة .
والقارىء للمشهد السودانى يرى ان هناك وميض نار وأخشى ان يكون لها ضرام .
ان كان امر المباحثات من اجل التفاوض مع مليشيا ال دقلو المتمردة وهنا تبرز عدة أسئلة تستوجب الاجابه عليها وهى :
مع من نتفاوض..؟
على ماذا نتفاوض..؟
وكيف نتفاوض….؟
وهل يكون التفاوض فى هذا الظرف نصرا لنا ام هزيمة….؟
كل هذه الأسئلة تحتاج إلى اجابات صريحة وواضحة من متخذى القرار .
لقد ذكر السيد رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان ان هذه المباحثات مع الحكومة الأمريكية فيما يتعلق فى العلاقات بين البلدين .
فى ظل المباحثات بين الرباعية والجيش السودانى من اجل إيقاف الحرب فى السودان، نرى ان الميليشيا المتمرده الارهابية، قد كثفت عملياتها الحربية فى محيط مدينة الفاشر فى هذا الوقت بالذات من اجل فرض واقع وضغط على الميدان ليزيد من رفع سقف التفاوض ، وتظهر القوات المتمردة امام ولى نعمتها دولة الشر الامارات وداعميها فى موقف القوة للضغط على وفد التفاوض .
مما لا شك فيه فان لانسحاب القوات المسلحة والقوات المشتركة من مدينة الفاشر والتى صمدت لأكثر من العام ونصف العام ، يعتبر امرا تكتيكيا ولغرفة إدارة العمليات ، الحق فى الانسحاب او مواصلة العمليات العسكرية فى ذلك الحين حسب مجريات الاحداث ومتطلبات المرحلة ، وقد يقلل الانسحاب من الخسارة فى الأرواح والممتلكات ، أو قد يكون انسحابا له ما بعده من فنون إدارة الحرب .
ان الانسحاب من مدينة الفاشر قد يعنى خسارة المعركة ولا يعنى نهاية الحرب ، فالحرب فر وكر ، ولغرفة العمليات تكتيكاتها واسترانيجية خططها التى تديرها وفق ما خطط لها .
وبالرغم من ذلك الا اننا لا ندري ما يجرى خلف الكواليس .
وللقوات المسلحة والقوات المساندة لها المقدرة على مواصلة الحرب والصمود فى وجه القوات المتمردة حتى تحرير كل شبر من ارض السودان .
فلتعد مدينة الفاشر الصامدة الابية حصنا منيعا للسودان من التشتت والانقسام .
ان سقوط الفاشر يعنى سقوط السودان كله، فالأمر فى غاية الخطورة ، نكون او لا نكون ، وكما ذكرت سابقا عبر هذه المنصة ان الرباعية أداة من أدوات تقسيم السودان ، فقد اصبح الأمر جليا وواضحة .
حيث قال كبير مستشارى الرئيس الامريكى ترامب مصعب بولس على قوات الدعم السريع فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الانسانية للمواطنى الفاشر .
ان المخطط كبير وخطير وميلشيا الدعم السريع الإرهابية ما هى وسيلة لتحقيق غاية ، وعلى القيادة العليا بالدولة اعلان الاستنفار لعامة الشعب السودان لتحرير السودان من دنس المتمردين .
الخداع اصبح وسيلة سياسية من اجل الاستيلاء على موارد السودان وتقسيمه الى دويلات يمكن السيطرة عليها وعلى مواردها .
ان مفاوضات الرباعية فى واشنطون ما هى الا فرصة لاستعادة تنظيم صفوف ميلشيا الدعم السريع الارهابية .
وما نشاهده من قتل للمدينين الابرياء من نساء واطفال وشيوخ داخل مدينة الفاشر ، والماسورين من القوات المسلحه السودانيه والقوات المسانده لها وقتلهم بالرصاص الحى دون اى وازع دينى او أخلاقي ، وعلى مراى ومسمع من العالم ، دون اى ادانات او استنكار من منظمة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان التابعة لها، لا يعنى غير سكين فى كف جزار .
يجب علينا فى هذه الحالة الاستعداد لمعركة اكبر مما تتصورون ، هذا ليس من باب التخويف وإنما من باب الاحتياط والحذر .
لقد خدعنا بالرباعية وكشفت عن وجهها الحقيقى تجاه الحرب الدائرة فى السودان حينما ذكر سيء الذكر مسعد بولس للجزيرة بان الدعم السريع سوف يتمدد فى كردفان دلالة واضحة على ان المخطط جاهز للتنفيذ من قبل الرباعية ، فيا ليت قومى يعلمون ….؟!
آللهم انصرنا نصرا عزيزا مؤزرا على القوم المجرمين ، وانصر قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها وما النصر إلا من عند الله .
العليش الطريفى محمد بتاريخ ٢٠٢٥/١٠/٢٩م
ulaish201488@gmail.com

